بقوله سبحانه: (1) اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله.
وروينا عن جعفر بن محمد أنه تلا هذه الآية فقال: والله ما صاموا لهم ولا صلوا إليهم ولكنهم أحلوا لهم حراما فاستحلوه وحرموا عليهم حلالا فحرموه.
وروينا عن رسول الله (صلع) أنه قال: إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فإن لم يفعل فعليه لعنة الله.
فقد رأينا وبالله التوفيق عند ظهور ما ذكرناه أن نبسط كتابا جامعا مختصرا يسهل حفظه ويقرب مأخذه، ويغنى ما فيه من جمل الأقاويل عن الاسهاب (2) والتطويل، نقتصر فيه على الثابت الصحيح مما رويناه (3) عن الأئمة من أهل بيت رسول الله (صلع) من جملة ما اختلفت فيه الرواة عنهم في دعائم الاسلام، وذكر الحلال والحرام، والقضايا والأحكام فقد روينا عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال: بنى الاسلام على سبع دعائم:
(1) الولاية (4) وهي أفضلها وبها وبالولي يوصل إلى معرفتها.
(2) والطهارة (3) والصلاة (4) والزكاة (5) والصوم (5) (6) والحج (7) والجهاد فهذه دعائم الاسلام نذكرها إن شاء الله بعد ذكر الايمان الذي لا يقبل الله تعالى عملا إلا به، ولا يزكو عنده إلا من كان من أهله، ونشفعها بذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام لما في ذلك من التعبد والمفروضات في الأشرية والبياعات والمأكولات والمشروبات والطلاق والمناكحات والمواريث والشهادات وسائر أبواب الفقه المثبتات الواجبات. وبالله نستعين وإياه نستوهب التوفيق لما يزكو لديه ويزدلف به إليه وهو حسبنا ونعم الوكيل (6).