إذ لم تسمح عقولهم بقبول هذه التغييرات الطفيفة، وأبوا إلا أن تكون القراءة (روينا) وبناء على رأيهم جعلت الكلمة (روينا) في أول الكتاب، ولكن بعد إعمال الفكر واقتناعي بالخطأ، صححت الكلمة في باقي الكتاب وجعلتها (روينا) ونلاحظ أننا إذا طرحنا الناحية النحوية في (روينا) وقرأناها (روى لنا) لنجعل الاسناد صحيحا لا نطمئن إلى صحة القراءة على الصيغة الأولى (فعل). لعل هذا يكفي لان نقول إن القراءة التي اقترحها فضيلة الأستاذ أحمد شاكر، ووجدت قبولا عندي هي القراءة الصحيحة، وهذا أيضا يوضح استعمال (روينا) في أوائل الكتاب، وتصحيحها بعد ذلك إلى " روينا " ولكن حدث أنى اضطررت إلى السفر إلى أوربا قبل إتمام طبع الكتاب وعهدت بأمر الصفحات الباقية منه إلى الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي فإذا به يغير روينا إلى روينا. لأنه لم يجد في كتب الحديث صيغة روينا إنما الصيغة المتبعة هي روينا لعل هذا التفصيل الطويل لهذه المسألة الصغيرة يعد تافها بالنسبة لأهمية الكتاب، ولكني تعمدت أن أطيل في هذه المسألة لأنبه إلى أنى عملت ما في وسعى للإشارة إلى التفصيلات التي تتعلق بالنص. ولم آل جهدا في أن أستشير العلماء الأخصائيين كلما وجدت مشكلة لا أستطيع أن أحلها بنفسي. ومع ذلك كله فإني لا أزال أخشى وجود بعض مشاكل لم أتنبه إليها، ولعل القارئ يذكر لي هذا الجهد بالنسبة إلى معلوماتي المحدودة، وعدم وجود الوقت الكافي والهدوء لا تفرغ لمثل هذا العمل، إذ أنا مثقل بأعمال تبعدني عن محيط العلماء والهدوء الذي يسود جو الباحثين.
(9) نسخة (Y) وهي النسخة التي يمتلكها الملاجي السردار سيدنا طاهر سيف الدين الداعي المطلق لطائفة البهرة الداودية (نلاحظ أن هناك طوائف أخرى من البهرة لا تعترف بزعامة طاهر سيف الدين الدينية، مثل طائفة البهرة السليمانية، وطوائف خرجت عليه) فقد سمح لي أن أطلع على هذه النسخة النفيسة في بدري محل - بشارع هورنباي ببومباي - بحضور ومعونة نجله الثاني السيد يوسف نجم الدين في 16 يونيه سنة 1948، وبالرغم من أنى لم أستطع تحديد حجم النسخة ولا عدد صفحاتها، فإني أستطيع أن أقول إنها في الحجم الذي به تطبع الكتب على الحجر بإيران، مثل كتاب شرائع الاسلام ومجمع البحرين وغيرهما، وعلى النسخة شروح كثيرة. وهذه النسخة لا تخرج بأي حال من الأحوال