وفيه ان الانحلال علة لتبعض الصفقة فكيف يمكن أن يكون موجبا لانعدامه؟
وهل هذا الا التناقض.
ووجه الاشتباه هو ان المتوهم تخيل ان معنى الانحلال ان هذا العقد الواحد من أول الأمر يكون مركبا من عقدين مستقلين لا ربط لأحدهما بالآخر غاية الأمر يكون أحدهما باطلا والآخر صحيحا وكل واحد منهما أجنبي عن الآخر فكل واحد من هذين العقدين لم تتبعض فيه الصفقة وإنما يكون أحدهما صحيحا لوجود شرائط الصحة فيه دون الآخر. ولكن هذا اشتباه، بل المجموع كان عقدا واحدا وانشاء واحدا، غاية الأمر حلله العقل وكذلك الفهم العرفي إلى عقدين أحدهما صحيح والآخر باطل.
وحيث إن الرضا وطيب النفس في معاوضة المجموع بالمجموع فلذلك جاء الخيار.
والحمد لله أولا واخرا وظاهرا وباطنا.