يثبت به الاستحباب وان لم يثبت به الوجوب لو كان مضمونه ومفاده وجوب شئ؟
وذلك لأجل التسامح في دليل الاستحباب، فلو أثبتنا انه يمكن إثبات الاستحباب بمثل ذلك الخبر الذي ليس مشمولا لدليل الحجية، فهذا معناه هو التسامح في أدلة السنن.
وخلاصة الكلام: ان الخبر الضعيف قد يكون مفاده الوجوب وقد يكون مفاده الاستحباب، وفى كلتا الصورتين - بعد الفراغ عن أن الوجوب لا يثبت به - صار محلا للكلام في أن الاستحباب هل يثبت به أم لا؟ والقول بثبوته به هو التسامح في أدلة السنن.
ولا شك في أن غير الحجة لا يثبت به شئ، وفى هذه الجهة لا فرق بين الوجوب والاستحباب، وثبوت كل واحد منهما يحتاج إلى دليل وحجة معتبرة.
ولكن الدعوى ان في باب الاستحباب هل ورد دليل معتبر على التسامح في دليله وانه يثبت ولو كان هناك خبر ضعيف مفاده الاستحباب بل وإن كان مفاده الوجوب أم لا؟
الجهة الثانية في مدركها وهو الأخبار الكثيرة المعتبرة الواردة في هذا المقام المعروفة بعنوان " اخبار من بلغ " فلنذكر جملة منها:
الأول: صحيحة هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " من بلغه عن النبي صلى الله عليه وآله شئ من الثواب فعمله كان أجر ذلك له، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقله " (1).