أعطى وأفضل من يحيى صل على محمد وآل محمد واغفر لي وارحمني وتب علي إنك أنت التواب الرحيم، فإذا رفع رأسه من سجوده، قال: اللهم من أصبح وحاجته إلى غيرك فإني أصبحت وحاجتي ورغبتي إليك يا ذا الجلال والإكرام، ثم يضطجع على جانبه الأيمن مستقبل القبلة ويقول: استمسكت بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها واعتصمت بحبل الله المتين وأعوذ بالله من شر فسقة العرب والعجم وأعوذ بالله من شر فسقة الجن والإنس، توكلت على الله وألجأت ظهري إلى الله أطلب حاجتي من الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا حسبي الله ونعم الوكيل، ويقرأ من آخر آل عمران الخمس آيات التي كان قرأها عند قيامه إلى صلاة الليل فإذا طلع الفجر قال:
سبحان رب الصباح سبحان فالق الإصباح، ثلاث مرات ثم يصلى الفريضة إن شاء الله.
وإذا خاف المسافر من غلبة النوم عليه ولا يقوم آخر الليل إلى الصلاة جاز أن يقدم صلاتها في أول الليل بعد صلاة العشاء الآخرة كذلك يفعل من أراد المسير في آخر الليل، وإذا ضعف الانسان عن صلاة الليل قائما جاز له أن يصليها جالسا، وإذا أدركه الفجر وكان قد صلى من صلاة الليل أربع ركعات تممها وخفف في قراءته ودعائه وصلى الفجر بعد ذلك فإن أدركه وقد صلى أقل من أربع ركعات قطع على الشفع مما انتهى إليه عن ذلك وصلى الغداة وتمم بعد ذلك صلاة الليل، وإذا قام في آخر الليل وقد قرب طلوع الفجر وخاف إن ابتدأ هو بصلاة الليل هجم الفجر فينبغي أن يبتدئ بركعتي الشفع ويوتر بعدهما ويصلى بعد ذلك ركعتي الفجر، فإن طلع الفجر أذن وأقام وصلى فريضة ثم صلى ثماني ركعات بعد فريضة الفجر وإن لم يطلع أضاف إلى ما صلى ست ركعات ثم أعاد ركعة الوتر وركعتي الغداة، وإن هو قام وقد قرب الفجر أدرج صلاة الليل بالحمد وسورة الإخلاص مرة واحدة وخفف ليفرغ من ذلك قبل طلوع الفجر وإن قام وقد بقي من الليل شئ أطال في صلاته على ما تقدم بيانه، فأما سنن السفر فقد ذكرناها في ما سلف وأما كيفيتها فهو جار مجرى ما ذكرناه فيما تقدم.