خير لي من أبي وأمي ومن الناس أجمعين بي إليك فقر وفاقة وأنت غنى عني، أسألك بوجهك الكريم وأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وعلى إخوانه النبيين والأئمة الطاهرين وتستجيب دعائي وترحم تضرعي، واصرف عني أنواع البلاء يا رحمان.
واعلم أن ثلاث صلوات إذا حل وقتهن ينبغي لك أن تبتدئ بهن لا تصلي بين أيديهن نافلة، صلاة استقبال النهار وهي الفجر وصلاة استقبال الليل وهي المغرب وصلاة يوم الجمعة، واقنت في أربع صلوات: الفجر والمغرب والعتمة وصلاة الجمعة، والقنوت كلها قبل الركوع بعد الفراع من القراءة وأدنى القنوت ثلاث تسبيحات، ومكن الألية اليسرى من الأرض فإنه نروي: أن من لم يمكن الألية اليسرى من الأرض ولو في الطين فكأنه ما صلى وضم أصابع يديك في جميع الصلوات تجاه القبلة عند السجود وتفرقها عند الركوع وألقم راحتيك بركبتيك، ولا تلصق إحدى القدمين بالأخرى وأنت قائم ولا في وقت الركوع وليكن بينهما أربع أصابع أو شبر.
واعلم أن الصلاة ثلثها وضوء وثلثها ركوع وثلثها سجود، وأن لها أربعة آلاف حد وأن فروضها عشرة: ثلاث منها كبار وهي: تكبيرة الافتتاح والركوع والسجود، وسبعة صغار وهي: القراءة وتكبير الركوع وتكبير السجود وتسبيح الركوع وتسبيح السجود والقنوت والتشهد وبعض هذه أفضل من بعض، وإذا سهوت في الركعتين الأولتين فلم تعلم ركعة صليت أم ركعتين أعد الصلاة، وإن سهوت فيما بين اثنتين أو ثلاث أو أربع أو خمس تبني على الأقل وتسجد بعد ذلك سجدتي السهو، وقد روي: أن الفقيه لا يعيد الصلاة، وكل سهو بعد الخروج من الصلاة فليس بشئ ولا إعادة فيه لأنك خرجت على يقين والشك لا ينقض اليقين.
ولا تصل النافلة في أوقات الفرائض إلا ما جاءت من النوافل في أوقات الفرائض مثل ثمان ركعات بعد زوال الشمس وقبلها ومثل ركعتي الفجر فإنه يجوز صلاتها بعد طلوع الفجر ومثل تمام صلاة الليل والوتر، وتفسير ذلك أنكم إذا ابتدأتم بصلاة الليل قبل طلوع الفجر وقد طلع الفجر وقد صليت منها ست ركعات أو أربعا بادرت وأدرجت باقي الصلاة والوتر إدراجا ثم صليتم الغداة، وأدنى ما يجزئ في الصلاة فيما يكمل به