أو تتوانى فيها أو تتهاون بحقها أو تضيع حدها وحدودها أو تنقرها نقر الديك أو تستخف بها أو تشتغل عنها بشئ من عرض الدنيا أو تصلي بغير وقتها، وقال رسول الله ص: ليس مني من استخف بصلاته لا يرد على الحوض لا والله، ليس مني من شرب مسكرا لا يرد على الحوض لا والله.
فإذا أردت أن تقوم إلى الصلاة فلا تقوم إليها متكاسلا ولا متناعسا ولا مستعجلا ولا متلاهيا ولكن تأتيها على السكون والوقار والتؤدة وعليك الخشوع والخضوع متواضعا لله جل وعز متخاشعا عليك خشية وسيماء الخوف راجيا خائفا بالطمأنينة على الوجل والحذر، فقف بين يديه كالعبد الآبق المذنب بين يدي مولاه فصف قدميك وأنصب نفسك ولا تلتفت يمينا وشمالا وتحسب كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، ولا تعبث بلحيتك ولا بشئ من جوارحك ولا تفرقع أصابعك ولا تحك بدنك ولا تولع بأنفك ولا بثوبك ولا تصل وأنت متلثم، ولا يجوز للنساء الصلاة وهن متنقبات، ويكون بصرك في موضع سجودك ما دمت قائما، وأظهر عليك الجزع والهلع والخوف وارغب مع ذلك إلى الله عز وجل ولا تتكئ مرة على إحدى رجليك ومرة على الأخرى وصل صلاة مودع ترى أنك لا تصلي أبدا، واعلم أنك بين يدي الجبار ولا تعبث بشئ من الأشياء ولا تحدث نفسك وأفرع قلبك وليكن شغلك في صلاتك، وأرسل يديك ألصقها بفخذيك.
فإذا افتتحت الصلاة فكبر وارفع يديك بحذاء أذنيك ولا تجاوز بإبهاميك حذاء أذنيك ولا ترفع يديك في المكتوبة حتى تجاوز بهما رأسك ولا بأس بذلك في النافلة والوتر، فإذا ركعت فأقم ركبتيك راحتيك وتفرج بين أصابعك واقبض عليهما، وإذا رفعت رأسك من الركوع فانصب قائما حتى ترجع مفاصلك كلها إلى المكان، ثم اسجد وضع جبينك على الأرض وأرغم على راحتيك واضمم أصابعك وضعهما مستقبل القبلة، وإذا جلست فلا تجلس على يمينك لكن انصب يمينك واقعد على أليتيك ولا تضع يدك بعضها على بعض لكن أرسلهما إرسالا فإن ذلك تكفير أهل الكتاب، ولا تتمطى في صلاتك ولا تتجشأ وامنعهما بجهدك وطاقتك، فإذا عطست فقل: الحمد لله، ولا تطأ موضع سجودك ولا تتقدمه مرة ولا تتأخر أخرى، ولا تصل وبك شئ من الأخبثين وإن كنت في الصلاة فوجدت