أوسعية دائرتها منه أيضا فتجوز لحفظ مال غيره من إخوانه المؤمنين، بل الظاهر كما يظهر من بعض الروايات وجوبها لأجل حفظ النفوس والأموال والاعراض (1) وان كانت استفادة الوجوب النفسي في هذا القسم من التقية محل تأمل.
ومنها ما تكون واجبة لنفسها وهي ما تكون مقابلة للإذاعة فتكون بمعنى التحفظ عن إفشاء المذهب وعن إفشاء سر أهل البيت، فيظهر من كثير من الروايات ان التقية التي بالغ الأئمة عليهم السلام في شأنها هي هذه التقية فنفس إخفاء الحق في دولة الباطل واجبة وتكون المصلحة فيه جهات سياسية دينية ولو لا التقية لصار المذهب في معرض الزوال والانقراض.
ويدل على هذا القسم ما ورد في تفسير قوله تعالى: «ويدرؤن بالحسنة السيئة» قال الصادق عليه السلام في صحيحة هشام بن سالم الحسنة التقية والسيئة الإذاعة (2) وفي تفسير قوله تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، عن أبي عبد الله قال: الحسنة التقية والسيئة الإذاعة (3) فمقتضى مقابلتها للإذاعة انها هي الاستتار والكتمان.
ويؤكده ما دلت على تقابل الكتمان والإذاعة كرواية سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله: يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله (4) إلى غير ذلك من الروايات التي يظهر منها ان التقية هي الكتمان والإسرار والخباء (5)