اطلاق عبارة المصنف " ره " السابقة (قوله: إن كان هو مدلول) مدلول الكلام هو نفس المعنى المنشأ، كما أن مدلول الكلام الخبري هو نفس المعنى المخبر به لكن مراد المصنف (ره) نفس الانشاء بقرينة المقابلة للشق الثاني (قوله:
فالتعليق غير متصور) وجهه إن الانشاء من قبيل الايجاد وكما أن الايجاد الحقيقي لا يقبل الإناطة والتعليق لأن ذلك يستدعي الفرض وهو غير التحقيق كذلك الانشاء، لكن قد يشكل ذلك بأن الانشاء للأمور الاعتبارية غير الانشاء للأمور الحقيقية إذ الثاني عين الوجود والاختلاف بينهما اعتباري، والوجود عين التحقق المنافي للفرض والتعليق بخلاف الثاني فإنه متقوم بقصد حصول المنشأ، وكما أن القصد قائم بالموضوعات اللحاظية الذهنية الحاكية عن الخارج وإن لم يكن لها خارج بل قد يكون ممتنعا في الخارج، لا مانع من أن يكون منوطا بشروط لحاظية حاكية عن الخارج، وكما يصح أن يكون منوطا بتلك الموضوعات اللحاظية بما هي حاكية عن الخارج يجوز أن يكون منوطا بشروط اللحاظية فإن الإناطة في المقامين من قبيل واحد وإن كان بينهما جهة اختلاف لاختلاف الإضافة القائمة بين الحكم وموضوعه مع الإضافة القائمة بين الحكم وشرطه، بل ادعى بعض الأعيان أن التعليق في العقود والايقاعات التعليقية إنما هو لنفس الانشاء إذ لو كان للمنشأ في القضايا الانشائية لكان للمخبر في القضايا الخبرية ولازمه عدم صدق الخبر بانتفاء المعلق لانتفاء المعلق عليه فيكون قوله تعالى: " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " من الخبر الكاذب - والعياذ بالله - وأيضا يكون ذلك مخالفا لما صرحوا به من أن صدق الشرطية لا يتوقف على صدق طرفيها لأنه بانتفاء طرفيها لا يكون للمخبر به واقع فالاخبار عنه بلا واقع فلا يكون صادقا فيتعين لذلك الالتزام بأن الشرط في قولنا: إن كانت الشمس طالعة كان النهار موجودا، قيد للاخبار بوجود النهار فالاخبار بوجود النهار كان معلقا على طلوع الشمس فمع طلوع الشمس يكون الاخبار فعليا ويكون حينئذ اخبارا صادقا ومع عدم طلوع الشمس لا إخبار فعلي بوجود النهار حتى يكون كاذبا، وهكذا الكلام في الآية الشريفة فعلى فرض تعدد الآلهة