وجواز عدالته. (1) بيان: قد جرت سنة الله الفاضلة الحكيمة أن يتفضل على الناس بإرسال الرسل وبعث الأنبياء لتزكيتهم وتعليمهم، فإن الناس يكونون على بساطة وسذاجة، لولا هداية الهادين وإرشاد المذكرين لما يهتدون إلى الحق ولا ينتفعون بما فيهم من نور الفطرة التي فطرهم عليها ولا يستضيؤون بما أودع الله تعالى في ذواتهم من شعاع العقل فيحتاج أشد الاحتياج إلى التعليم والتربية وإيثار دفائن العقول وتذكير النعمة المنسية التي هي المعرفة الضرورية بالله وبتوحيده جل ثناؤه.
ثم إن تشخيص النبي والرسول والتصديق والإذعان به لا يكون إلا بالعقل الذي أفاضه الله تعالى على عباده فإنه بالعقل يعرف الصادق المقر بالله والكاذب المفتري عليه.
ه - العقل في الاصطلاح قد عرفت أن المراد من العقل في الكتاب والسنة هو النور المجرد الذي يفيضه تعالى على روح الإنسان فيجده ويفهم به الفريضة والسنة والجيد والردي على نحو العيان والحقيقة.
والأسف أن هذا العقل الذي جاء به القرآن واحتج به على أهل العالم وشنع به على كفرهم وطغيانهم وجنايتهم، كيف التبس أمره على الناس ووقع مورد التنازع والتخاصم بينهم!
قال الحكيم السبزواري: " من القضايا " بدت ما هي مشهورات " وهي ما " عليها الآراء تطابقت " إما من الجميع وهي ما يقال: إن فيها عموم الاعتراف من الناس " كمثل ما عمت به المصالح كالعدل جيد وجور يقبح " أي، ما تطابقت عليه آراء كل الناس وما عموم مصلحة جميع الخلق سبب عموم الاعتراف به مثل، إن