... الظاهر بعجائب تدبيره للناظرين.
بيان: قوله عليه السلام: " الظاهر " من أسماء الله الحسنى. والظاهر أن المراد من الناظرين الذين عقلوا وتفكروا في لطائف صنعه الباهرة وإتقان خلقه فيرون بعد زوال الغفلة والنسيان عنهم ببصائر إيمانهم أنه تعالى كان ظاهرا ولم يكن مجهولا ومشكوكا كي يثبت بالآيات والعلامات بل الآيات والعلامات مذكرات لظهوره تعالى الذاتي. وهذا مطلق في معرض التقييد، فلا محالة يتقيد بجميع ما يرد عليه من الأدلة الدالة على تقييده:
منها أن هذا الظهور للناظرين متوقف على مشية الله سبحانه وإرادته في كل واحد واحد من هؤلاء الناظرين.
ومنها أنه متوقف أيضا على مشية الله سبحانه من حيث تقدير مراتب الظهور وتحديد حدوده شدة وضعفا، وإدامة وإبقاء، وزيادة ونقصانا، في كل واحد واحد من هؤلاء الناظرين بحسب مراتب عرفانهم. قال تعالى:
ويزيد الله الذين اهتدوا هدى. (1) ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين. (2) وحيث إن ظهوره تعالى يكون بظهوره الذاتي، فما قيل: إنه تعالى ظاهر بالاستدلال، فضعيف جدا. ضرورة أنه يرجع إلى ظهوره تعالى على سبيل العلم الحصولي الحاصل بالبرهان المنطقي. قال تعالى:
هو الأول والآخر والظاهر والباطن. (3) وقد تبين من جميع ما ذكرنا أن الظاهر في أسمائه تعالى هو ظهوره الذاتي،