قيام دليل على حجيتها. وأهل الإنصاف من الكشفيين لا يعتمدون عليها كل الاعتماد.
قال المولى الحقق الإلهي القمشهاي: " طائفة من الصوفية قد ذهبت... ولعلهم يسندون ذلك [القول] إلى مكاشفاتهم ويلزمهم نفي الشرائع والملل وإنزال الكتب وإرسال الرسل ويكذبهم الحس والعقل، كما عرفت. وهذا إما من غلبة حكم الوحدة عليهم وأما من مداخلة الشيطان في مكاشفاتهم ". (1) 4 - قال تعالى:
لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه. (2) قوله تعالى: كتب في قلوبهم الإيمان.
الظاهر أن المراد من الكتابة هي الكتابة التكوينية لا التشريعية. والمراد من الإيمان هو معرفة الله سبحانه بتعريفه تعالى نفسه إلى عباده، وهو فعله تعالى مستقيما ليس للعباد فيه صنع. وإطلاق الإيمان عليها من باب إطلاق المسبب على السبب.
والشاهد على ذلك أن قوله تعالى: أيدهم بروح منه عطف على قوله: كتب. والمراد من الروح في المقام هو الإيمان الذي من فعل العبد. والله تعالى يؤيد هذا الروح الإيماني ويسدده، لا أنه سبحانه يفعله ويكتبه.
روى الكليني عن محمد بن يحيى مسندا عن فضيل قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أولئك كتب في قلوبهم الإيمان هل لهم فيما