وروى المجلسي عن مهج الدعوات مسندا عن الربيع عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
... وأسألك بتوحيدك الذي فطرت عليه العقول، وأخذت به المواثيق، وأرسلت به الرسل، وأنزلت عليه الكتب، وجعلته أول فروضك ونهاية طاعتك، فلم تقبل حسنة إلا معها ولم تغفر سيئة إلا بعدها. (1) وروى أيضا عن مصباح المتهجد دعاء الفرج عند سحر الجمعة وفيه:
إلهي طموح الآمال قد خابت إلا لديك، ومعاكف الهمم قد تعطلت إلا عليك ومذاهب العقول قد سمت إلا إليك... يا من فتق العقول بمعرفة.
وأطلق الألسن بحمده.... (2) وروى أيضا عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
... وأعجب منهم جميعا المعطلة الذين راموا أن يدرك بالحس ما لا يدرك بالعقل فلما أعوزهم ذلك خرجوا إلى الجحود والتكذيب فقالوا: ولم لا يدرك بالعقل؟ قيل: لأنه فوق مرتبة العقل كما لا يدرك البصر ما هو فوق مرتبته، فإنك لو رأيت حجرا يرتفع في الهواء علمت أن راميا رمى به فليس هذا العلم من قبل البصر بل من قبل العقل لأن العقل هو الذي يميزه فيعلم أن الحجر لا يذهب علوا من تلقاء نفسه، أفلا ترى كيف وقف البصر على حده فلم يتجاوزه؟ فكذلك يقف العقل على حده من معرفة الخالق فلا يعدوه ولكن يعقله بعقل أقر أن فيه نفسا ولم يعاينها ولم يدركها بحاسة من الحواس، وعلى حسب هذا أيضا نقول: إن العقل يعرف الخالف من جهة توجب عليه الإقرار ولا يعرف بما يوجب له الإحاطة بصفته. فإن قالوا: فكيف يكلف العبد