وإدامة هذا الكيان لحكمة ومصلحة أرادها سبحانه إلى أجل مسمى وإلى وقت معلوم.
قوله تعالى: أفمن يخلق كمن لا يخلق....
قيل: إن المراد من قوله كمن لا يخلق هي الأصنام التي يعبدها عبدة الأصنام.
فعليه تكون الآية الكريمة توبيخا على عبدة الأصنام، والمعنى: إنهم كيف لا يفرقون بين الخالق الذي يستحق العبادة والجماد الذي لا يقدر على خلق شئ ولا يستحق العبادة؟!
أقول: هذا المعنى، وإن كان حقا في بابه، لكنه بعيد عن سياق الآية. فالأشبه أن يقال: إن هذه الآية نظيرة قوله تعالى: هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه فتكون إرشادا وتذكرة به تعالى وبوحدانية في الخلق واستحالة خالقية من سواه سبحانه وإيجاب التفكر والتعقل في مخلوقاته تعالى وإيجاب التذكر والشكر عليها كما هو المستفاد من قوله تعالى: ولعلكم تشكرون.
معنى ظهوره تعالى روى الصدوق عن أبيه مسندا عن الحارث الأعور قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام خطبة بعد العصر:
... وظهر للعقول بما يرى في خلقه من علامات التدبير الذي سئلت الأنبياء عنه فله تصفه بحد ولا بنقص [ببعض] بل وصفته بأفعاله ودلت عليه بآياته ولا تستطيع عقول المتفكرين جحده. (1) وقال علي عليه السلام:
.. بل ظهر للعقول بما أرانا ما علامات التدبير المتقن والقضاء المبرم. (2)