(9 - علمه تعالى) ألف - علمه تعالى في الكتاب والسنة لا يخفى أن معرفة علمه تعالى من المعارف الإلهية الإسلامية ومن نفائس العلوم التي جاء بها القرآن الكريم وصرح ونادى بها بأنواع من البيان البديع وبالبراهين النيرة، وكذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله المعصومون مع التوجه الكامل والعناية البالغة إلى شبهات المنكرين وتحريف الغالين.
فاعلم أن معرفة علمه تعالى بجميع ما سواه، كلياتها وجزئياتها، ليست إلا مثل تعريفه تعالى ذاته المبين وتوحيده، أي ليست إلا بالتذكر بالمعرفة الفطرية الحقيقية التي فطر الله الناس عليها. وقد عرفت أن الاستدلال بالآيات والعلامات في هذا الباب ليس إلا التذكرة والإرشاد إلى الله الظاهر بذاته المتجلي بخلقه لخلقه.
ومرجع هذه المعرفة هو تعريفه تعالى نفسه إلى خلقه عند التذكر بالآيات خارجا عن حد التعطيل والتشبيه من دون تعقل وتصور ولا توهم في ناحية الذات ولو بالوجه.
فحيث إن هذه المعرفة فعله تعالى ولا كيف ولا طور لفعله - كما أنه لا كيف ولا