طور لذاته - فالكلام في إثبات علمه تعالى ومعرفته أيضا مثله أي: إن الاحتجاج والاستدلال بالآيات في هذا النظام المتقن والصنع الحكيم يوجب التذكر بعلمه تعالى وإنارة نور الفطرة ومزيد ضيائها وشعاعها.
والمرتبة الأولى من مراتب معرفة الله سبحانه ومعرفة علمه هو إخراج الصانع جل ثناؤه عن حد التعطيل والتشبيه والتذكر بالمعرفة الفطرية ومعرفة علمه تعالى بتعريفه سبحانه. قال تعالى:
وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين. (1) بيان: قوله تعالى: وعنده...، أي، لا يغيب عنه سبحانه ويشاهد عيانا. قوله تعالى: مفاتح الغيب جمع المفتح - بفتح الميم أو كسرها -. والظاهر أن المراد به في المقام المدخل ومورد الدخول. وقيل: إن المراد منه الخزائن. وهو بعيد ولا يلائم مفهوم الخزان بعنوان الفتح والانفتاح. بل المتناسب بالمقام أن المراد منه أبواب العلم وأنواعه. وإطلاق الباب في مورد العلم إطلاق شائع. كما في الخصال 2 / 643 عن علي بن أحمد بن موسى مسندا عن عبد الله بن عمر [و] قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي توفي فيه: ادعوا لي أخي. فأرسلوا إلى علي عليه السلام. فدخل فوليا وجوههما إلى الحائط ورد عليهما ثوبا فأسر إليه والناس محتوشون وراء الباب.
فخرج علي عليه السلام فقال له رجل من الناس: أسر إليك نبي الله شيئا؟ قال: نعم. أسر إلى ألف باب في كل باب ألف باب. قال: وعيته؟
قال: نعم وعقلته.