الناس، بل نقول: إن الأعيان والحوادث الواقعة في أقطار الأرض، وإن كانت غائبة عندنا، إلا أنها شهادة عند قوم آخرين، وبالعكس أيضا. نعم، لا يبعد أن يكون في عالم الشهادة والبر والبحر أعيان وحوادث لا يتمكن أحد من العلم بها أيضا فتكون داخلة في الغيوب.
قال تعالى:
وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون * وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين. (1) يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور * وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قبل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين. (2) الله يعلم ما تحمل كثل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شئ عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة والكبير المتعال. (3) ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير. (4) يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شئ شهيد. (5) هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم. (6)