أقول: قد نقض في ذيل كلامه ما ذكره في صدره، لوضوح أن تفسير الكتاب بالقرآن أو اللوح المحفوظ غير تفسيره بالعلم، فلا تكرير في الآية الشريفة.
وقال الشيخ: قوله: " في كتاب مبين " يحتمل أمرين: أحدهما أن يكون معناه في علم الله مبين. وثانيهما أن يكون " في كتاب مبين " أن يكون الله تعالى أثبت ذلك في كتاب قبل أن يخلقه. كما قال: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ". (1) قال تعالى:
وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه ما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين. (2) بيان: الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وآله. وفيه ما لا يخفى من إبراز العطوفة والحنان لرسوله وحبيبه، فيشكره تعالى ويقول: إن ما تتلو منه من قرآن في مقام البلاغ على الناس أو لغيره من الأغراض وجميع شؤونك التي كنت عليها كلها بعيننا.
وقوله: ولا تعلمون من عمل خطاب له صلى الله عليه وآله ولجميع من يتلى عليه هذا القرآن. أي: إنكم ما تعلمون من عمل خيرا أو شرا، طاعة أو معصية، إلا كنا عليكم شهودا بالعلم الإحاطي العياني فإن معنى شهد هو العلم عن حضور وعيان. ثم صرح تعالى بعموم علمه ونفوذ عيانه بجميع ما في عالم الشهادة، شهاداتها وغيوبها لا يغيب عنه مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض ولا أصغر منه ولا أكبر إلا أن جميع ذلك مثبت ومكتوب في كتاب مبين.
روى الطبرسي عن الصادق عليه السلام قال: