والسابق فقط دون غيره.
قال تعالى:
ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن الله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا * ولله ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا * إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا. (1) بيان: قوله تعالى: ولله ما في السماوات وما في الأرض ثناء منه تعالى على نفسه بمالكيته لما في السماوات وما في الأرض على الإطلاق، أي من حيث ذواتهم وشؤونهم. والظاهر أن هذا الثناء والتمجيد بالمالكية توطئة وتمهيد لقوله سبحانه:
ولقد وصينا.... أي: إن سنته تعالى الفاضلة في وصيته بالتقوى الأمم السابقة وإياكم ليست لانتفاعه بهذه الوصية، وإنما هي فضل ابتدائي وإحسان محض لأجل سعادتكم وكرامتكم لديه تعالى، ولأجل تحكيم روابط العبودية والمولوية بينه تعالى وبينكم. وهو أقصى الغايات وأشرف النهايات.
وقوله تعالى: وإن تكفروا...، أي: إن خالفتم وصيته وانحرفتم عن منهاج الفلاح والتقوى، فلن يضر الله شيئا.
وقوله تعالى: فإن لله ما في السماوات و... هذا أيضا ثناء على نفسه بالمالكية.
وعقبه بتمجيد آخر وهو غناه سبحانه بذاته عن جميع ما سواه وكونه محمودا على الإطلاق.
وقوله تعالى: ولله ما في السماوات و... هذا ثناء جديد وتمجيد آخر على نفسه سبحانه بالمالكية والظاهر أن هذا ناظر ومرتبط بقوله تعالى: إن يشأ يذهبكم... وفي