الألسن عليه بالتوحيد. كما قال الله عز وجل: ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله. (1) بيان: التأمل والتدبر في هذه الروايات يعطي أنها في مقام بيان وحدانية الذات. ضرورة أن السؤال عن معنى الواحد بعد الفراغ عن أصل ثبوت الوحدانية.
وقد أجاب عليه السلام بالتذكر إلى المصداق الشخصي بلفظ الواحد والأحد الذي وضع له لفظ الواحد والأحد. ضرورة أن معرفته تعالى ومعرفة توحيده سبحانه، ليست بالمفاهيم المتصورة المعقولة، بل لا بد من التذكر إلى ما يعرفه السائل بفطرته.
واستشهاده عليه السلام بالآية الكريمة من حيث أن المقرين والمنكرين كلهم يعرفونه تعالى وأن الذي يعرفه المقر والمنكر ويقرون به ويتوجهون إليه عند البأساء والضراء خارجا عن الحدين هو بعينه معنى لفظ الواحد والأحد. وفي بعض هذه الروايات دلالة على جواز استعمال أحد وواحد في مورد واحد.
ب - قال تعالى:
يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ". (2) لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد. (3) بيان: لا يخفى أن الله سبحانه منزه عن أن يكون مشمولا وموصوفا بالأعداد قليلها وكثيرها. فهؤلاء الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة قد ألحدوا فيه تعالى حيث توهموا أن الله سبحانه موصوف بالأعداد. وألحدوا أيضا حيث جعلوا لله سبحانه