(3 - مواقف التعريف) قد اتضح مما قدمناه في الفصل الثاني أنا معرفته تعالى ليست إلا بتعريفه تعالى نفسه إلى عباده وليس لأحد فيها صنع وإنما كلفوا بالإقرار والإيمان به تعالى. وقد تقدم في بيان آيات السكينة (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين) أن الآيات الكريمة تفيد أن السكينة كما أنها موجبة لزيادة الإيمان، كذلك تكون موجبة وشرطا لحصول أصل الإيمان. فإن السكينة ليست بمعنى السكون المقابل للحركة ولا بمعنى توقف القلب وخموده وجموده، بل المراد سكونه في مقابل الاضطراب والترديد والارتياب. فتكون السكينة حقيقة نورية تنشرح بها الصدور وتطمئن القلوب.
فعليه تكون السكينة في هذه الآيات هي المعرفة.
فالمعرفة في هذه الآيات الكريمة وكذلك في عدة من الروايات التي أوردناها في الفصل الثاني، مطلقة غير مقيدة بزمان دون زمان ومكان دون مكان. فلا تنافي مع الآيات والروايات الآتية الدالة على معرفته تعالى المنسوبة إلى عالم الأرواح والروايات الدالة على معرفته تعالى المنسوبة إلى عالم الطينة وعالم الذر وكذلك معرفته تعالى بعد ورود الإنسان في عالم الدنيا ومرتبة النسل ومرتبة إرسال الرسل