خاص في المعارف الدينية، والأدلة النقلية معتمدة إلى الأدلة العقلية ولا تنافي بينهما وأحدهما لا يغني عن الآخر.
فعلى هذا إيراد الآيات والروايات في كل واحد واحد من أبواب هذا الكتاب ليس فيه إشارة ودلالة على عدم الاعتناء بموقعية العقل في المعارف الإلهية بل العناية في إيرادهما هو تلقي الآراء الدينية وبيان نظريات القرآن الكريم وسنة رسول الله و الأئمة المعصومين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين الذين هما الركنان الأصيلان لدين الله سبحانه، لأنه من الواضح أن دين الله أعم من الأمور الإرشادية العقلية والتعبدية.
7 - وجوب التحرز عن خلط المعاني اللغوية بالمعاني الاصطلاحية الواجب على بغاة الحق وطلاب العلم، التجنب والتحرز عن خلط الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة بالألفاظ المصطلحة المستحدثة في طي القرون سيما بعد ترجمة الفلسفة ونشرها وترويجها بين المسلمين. فيجب على من يحاول معرفة مرادات الكتاب والسنة، التحري والاجتهاد في تعيين المعاني بحسب اللغة المقدسة العربية وتفكيك تلك المعاني عن المعاني المستحدثة. فإن هذا الخلط والمزج صار داءا عضالا وأوجب ضلالا عجيبا. وقد سرى هذا الداء إلى بعض اللغويين وخلطوا المعاني اللغوية بالمعاني المستحدثة المتضادة للمعاني اللغوية.
قال الراغب: " الصورة ما ينتقش به الأعيان ويتميز بها غيرها. وذلك ضربان: أحدهما محسوس يدركه الخاصة والعامة، بل يدركه الإنسان وكثير من الحيوان، كصورة الإنسان والفرس والحمار بالمعاينة. والثاني معقول يدركه الخاصة دون العامة كالصورة التي اختص الإنسان بها من العقل والروية والمعاني التي خص بها شئ بشئ. وإلى الصورتين أشار بقوله تعالى: ثم صورناكم - وصوركم فأحسن