قبل صفته؟ قال عليه السلام: تعرفه وتعلم علمه. وتعرف نفسك به ولا تعرف نفسك بنفسك من نفسك. وتعلم أن ما فيه له وبه. (1) بيان:
قوله عليه السلام: " من زعم أنه يعرف الله بتوهم القلوب فهو مشرك ".
أقول: لأن الأمر المتوهم غير الله سبحانه بالضرورة.
قوله عليه السلام: " ومن زعم أنه يعرف الله بالاسم دون المعنى فقد أقر بالطعن ".
أقول: لا يخفى عند أولي الألباب أن قول هذا القائل مطعون مدخول لإقراره بالجهل بالواقع وتشبثه بالمعرفة بوساطة الاسم. والظاهر أن المراد بالاسم ما كان حاكيا عن المسمى. فينطبق على الصفة أيضا وعلى كل ما كان عنوانا وعلامة للواقع والمعنى، لا الاسم الاصطلاحي في مقابل الفعل، وإن كان الاسم بهذا المعنى من مصاديق الاسم اللغوي. وكيف يكون معرفة الصفة والاسم والعنوان معرفة للموصوف والمسمى والمعنون؟! وأي دليل على أن معرفة الصفة والاسم معرفة للمسمى والموصوف، وإحراز المطابقة إنما يكون بعد معرفة الموصوف والمسمى، فحينئذ لا يكون معرفة بالصفة. فمحصل إيقاع الأسماء والصفات عليه تعالى بما لها من المفاهيم، ليس إلا توصيفا له بهذه المفاهيم. فمن وصف الله سبحانه، فقد قرنه، كما صرح عليه السلام، لأن الاسم محدث. ولعل هذا التعليل إشارة إلى ما ورد في الخطب المباركة عن أهل البيت عليهم السلام كما أوردنا عن الإمام أبي الحسن الرضا عليه السلام أن شهادة كل صفة وموصوف بالاقتران وشهادة الاقتران بالحدث وشهادة الحدث بالامتناع من الأزل الممتنع من الحدث.
قوله عليه السلام: " ومن زعم أنه يعبد الاسم والمعنى فقد جعل مع الله شريكا ".