الحقيقي عليها. وما وجدنا في الكتاب والسنة، تسمية هذه العلوم علما وعقلا.
وتسميتها بالعلم في الاصطلاح، إما للتسامح، أو لغرض آخر. نعم: العلم الحصولي طريق عادي لجميع أهل العالم في نظام حياتهم ومعاشهم. وقد أمضاها الشارع أيضا. وواضح أن ما ذكرناه من العلم الواجب في الكتاب والسنة إنما هو بالنظر إلى المعارف والأحكام الإلهية، وأما العلوم الدائرة اليوم النافعة لمعيشة الإنسان مثل الطب الجديد والعلوم التجربية مع عرضها العريض فلها فضيلة خاصة وشأن عظيم في حد نفسها إلا أنها خارجة عما نحن في صدده في هذا الباب.
5 - القطع المنطقي و " روح القدس والسكينة وروح الإيمان وكتاب الله المهيمن ".
ألف: القطع المنطقي وروح القدس المستفاد من الآيات والروايات الكثيرة أن الله أعطى عباده المصطفين البينات الساطعة وأيدهم بروح القدس. وقد فسر روح القدس بحسب الآيات والروايات بالعلم المصون المعصوم بذاته عن الخطأ والنسيان والسهو والخبط. كما قال في عيسى ابن مريم:
وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس. (1) وكذلك الأمر في غيره من الأنبياء، على قدر ما شاء الله أن يعلموا من الغيب المكنون. فبهذا الروح القدسي يعلمون ما يعلمون، ويعلمون أنهم يعلمون، ويعلمون أنهم أصابوا الواقع، وبهذا الروح يعرفون ما ألقي إليهم من الوحي، وبه يأخذون، وبه يحفظون، وبه يبلغون. وما بعث الله رسولا ولا نبيا إلا أيده بهذا الروح في مرتبة متقدمة على الوحي، أو مقارنا إياه، كي يكونوا على بصيرة ونور وعيان من رسالاتهم ونبوتهم. وقد أغناهم الله تعالى عن التكلف والتشبث بتنظيم المقدمات