تفسير هذه الآيات عند البحث عن قدرته تعالى.
10 - قال تعالى:
والله خلقكم من تراب ثم نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير. (1) بيان: قوله تعالى: وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه بيان لعموم علمه تعالى وشموله لجميع الحوادث الجارية في العالم وأنه لا يقع شئ في الأرض ولا في السماء إلا بعلمه، ومنها ابتداء حمل الإناث ما في أرحامهن من الأولاد.
وقوله تعالى: وما يعمر من معمر...، " ما " فيه للنقي و " من " تأكيد للنفي. أي:
جميع الآجال والأعمار التي كتبها سبحانه على كل أحد لا تنقضي سنينه ولا شهوره ولا أيامه ولا ساعاته ولا لحظاته وآناته إلا بعلمه. وكذلك لو شاء وأراد وقدر انتقاص عمر أحد، لا بد أن يكون بمشية وإرادة وقدر جديد وكتاب وأجل. لأن لكل أجل وحادثة جديدة كتابا جديدا.
إن قلت: قوله: " ما يعمر من معمر... " معناه إجراء ما كان على ما كان مكتوبا في الأزل من دون تغيير وتبديل. والمراد من مد العمر ونقصه هو المد والنقص الواجب بالأسباب الواجبة المكتوبة في الأزل أيضا.
قلت: هذا تأويل بارد. إذ ليس في الكتاب الأزلي نقص ولا زيادة بالحقيقة، بل النقص والزيادة إنما يتصور في كتاب حادث بالحقيقة.
فإن قلت: أليس سياق الآية الكريمة من أولها إلى آخرها لبيان نفوذ علمه تعالى وشموله على هذه السنة المباركة وإجرائها طبق علمه تعالى؟
قلت: نعم، لا كلام في ذلك. إنما الكلام في أن هذه التقدير وغيره من التقادير