(5 - التوحيد) معنى التوحيد قد تقدم في الفصول السابقة أن معرفته تعالى أمر فطري بديهي ضروري لا تكون إلا بتعريفه سبحانه نفسه لعباده. وبديهي أن هذه المعرفة لا تنفك عن توحيده سبحانه، فمعرفته تعالى بهذا المعنى عين توحيده سبحانه. فعلى هذا، الأدلة التي قامت على معرفته سبحانه تدل على توحيده أيضا، ألا أن في المقام آيات وروايات تدل على توحيده تعالى بخصوصه مستقيما. والغرض في هذا الفصل إيراد هذه الأدلة وبيانها.
1 - الآيات والروايات الدالة على توحده تعالى في ألوهيته وجميع نعوته ألف - قال تعالى:
قل هو الله أحد. (1) الواحد والأحد من جلمة أسمائه تعالى. والظاهر أنهما نعتان تنزيهيان. وقد ذكرنا غيره مرة أن أسماءه تعالى موضوعة بالوضع الشخصي لله سبحانه والواضع هو الله تعالى فعليه لا يجوز أطلاق تلك الأسماء الكريمة بما لها من المعنى القدسي على ما سواه سبحانه. وكذلك لا يجوز إطلاق الأسماء الموضوعة لما سواه بما لها من المعنى