كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا قرأ هذه الآية، بكى بكاءا شديدا. (1) وروى الكليني مسندا عن ابن أذينة، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم فقال:
هو واحد وأحدي الذات، بائن من خلقه. وبذلك وصف نفسه. وهو بكل شئ محيط بالإشراف والإحاطة والقدرة. لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر بالإحاطة والعلم لا بالذات. لأن الأماكن محدودة تحويها حدود أربعة فإذا كان بالذات لزمها الحواية. (2) قال تعالى:
وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين. (3) بيان: الساعة وجميع شؤونها من الغيوب، بل موعد قيامها، من أغمض الغيوب. فأمر تعالى رسول صلى الله عليه وآله في جواب منكري الساعة بالقسم بربه تعالى، أن يقول: إن الساعة تأتيهم البتة.
قوله تعالى: عالم الغيب الظاهر أن اللام للاستغراق. وهو تمجيد لنفسه بأنه يعلم جميع الغيوب ويعلم الساعة التي تقوم فيها الساعة.
وقوله: " لا يعزب عنه " تصريح بإشرافه تعالى علما وإحاطة بجميع ما في السماوات والأرض، دقيقها وجليلها، وكل ذلك مكتوب في كتاب مبين.