وروى الطبرسي عن العياشي بإسناده عن عبد الله بن بكير، عن زرارة قال:
سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله: لم يكن شيئا مذكورا. قال: كان شيئا ولم يكن مذكورا. (1) وروى أيضا عنه بإسناده عن سعيد الحداد، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
كان مذكورا في العلم لم يكن مذكورا في الخلق. (2) روى علي بن جمعة عن أمالي شيخ الطائفة بإسناده إلى أبي جعفر الباقر عليه السالم حديث طويل وفيه أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: قل:
ما أول نعمة أبلاك الله عز وجل وأنعم عليك بها؟ قال: أن خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا. قال: صدقت. (3) فالآية الكريمة ظاهرة الدلالة على أن الإنسان قد أتي عليه حين من الدهر وكان شيئا بالحقيقة غير مذكور في الخلق الموجودين، فالآية الكريمة وما في مفادها وتفسيرها من الروايات متفقة الدلالة على إبطال ما قيل من أن المراد من الإنسان الذي أتي عليه حين من الدهر هي المادة. لأن فيها تصريحا بأن الإنسان الذي مضى عليه حين من الدهر هو الإنسان المقدر فتكون حقيقة مقدرة وشيئا ممتازا ومذكورا ومشهودا بالعلم ولما يتكون من النطفة بعد ولم يكن مذكورا في الخلق المشهود الذي يشهده من يشهد الخلق المتعارف. فلا وجه ولا دليل بحسب الكتاب والسنة لتأويل الآية الكريمة على أن المراد من الإنسان المصرح به في الآية هو الإنسان الشأني ومادته.
ويشهد على جميع ما ذكرناه في المقام ما في دعاء أبي عبد الله الحسين عليه السلام في يوم عرفة: قال: