الأراذل جارية في كل واحد من أنبيائه ورسله تعالى.
قوله تعالى: فما كانوا ليؤمنوا....
العناية في هذه الآية إلى ما صدر منهم من الإنكار والاستنكاف. وأفادت الآية الكريمة أن هذا ليس أمرا حادثا جديدا، بل هؤلاء الأمم نقضوا عهدهم الذي عاهدوه مع ربهم، فهم مؤاخذون على نقضهم في كل موقف موقف صدر منهم هذا الإنكار. وليس نقضهم هذا معلولا ومستندا إلى نقضهم السابق، بل هو مستند إلى سيرتهم الخبيثة وسوء اختيارهم في السابق واللاحق.
قوله تعالى: كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين.
فإنه سبحانه أمنع وأجل من أن يقبل لحضوره وحريم قربه المكذبين والناقضين.
قوله تعالى: وما وجدنا لأكثرهم من عهد....
الوفاء بالعهد من صفات الكرام الأبرار ومن ضروريات العقول. فلا عذر لأحد في نقض الوفاء ونكث العهد. فعليه يكون مفاد الآية الكريمة أن هؤلاء الفجار نقضوا عهدا مسلما وميثاقا مؤكدا. ويستفاد من الكتاب والسنة أن موقف هذا العهد هو موقف تعريفه تعالى نفسه إليهم بقوله: ألست بربكم فعرفوه تعالى حضورا ومعاينة فآمنوا جميعا والمنافقون منهم أظهروا الإيمان باللسان وأنكروه وأنكروا ولاية أوليائه بقلوبهم.
والمراد من العهد هو العهد الذي تعاهدوا مع الله سبحانه في هذا الموقف الكريم. وإياك أن تغتر بالتأويلات الباردة التي جاؤوا بها في تفسير العهد بالآراء والأهواء ومرجع ذلك أن العهد هو كل ما كان مقررا ومثبتا عند كل عاقل ولبيب من معرفته تعالى وعدم استغنائه منه تعالى ومن مواهبه الكريمة. وليس هذا التقرر والتثبت إلا بالعلم الحصولي.