اللهم إني أرغب إليك وأشهد بالربوبية لك مقرا بأنك ربي وأن إليك مردي. ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئا مذكورا وخلقتني من التراب ثم أسكنتني الأصلاب آمنا لريب المنون واختلاف الدهور.
فلم أزل ظاعنا من صلب إلى رحم في تقادم من الأيام الماضية والقرون الخالية لم تخرجني لرأفتك بي ولطفك لي وإحسانك إلي في دولة أيام الكفرة الذين نقضوا عهدك وكذبوا رسلك لكنك أخرجتني رأفة منك وتحننا علي للذي سبق لي من الهدى الذي يسرتني وفيه أنشأتني ومن قبل ذلك رؤفت بي بجميل صنعك وسوابغ نعمتك فابتدعت خلقي من مني يمنى. ثم أسكنتني في ظلمات ثلاث بين لحم وجلد ودم. (1) بيان: الدعاء الشريف صريح في بيان ما استظهرناه من الآية الكريمة وفي بيان ما يدل عليه الروايات المباركة من تقدير خلق الإنسان قبل مرتبة النسل.
قوله عليه السلام: " للذي سبق لي من الهدى... " يدل على أن هذه الإنية المقدرة كانت واجدة للحياة والشعور والهداية يوما من الأيام.
قوله عليه السلام: " آمنا لريب المنون ". الريب في اللغة بمعنى التصرف.
والمنون: الموت. فيه إشعار بل تصريح على أن هذه الإنية الجارية في الأصلاب والأرحام مصونة ومأمونة عن تصرف الموت فيها قبل كونها مخلوقة من مني يمنى.
وخاصة قوله عليه السلام: " ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئا مذكورا " تفسير للآية المبحوثة عنها.
وروى السيد بن الطاووس مسندا عن أبي هارون العبدي، وبسند آخر عن عمارة بن جوين العبدي أيضا قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في يوم