أولا: أنه لو كان عند عبد الله بن سلام وعلماء اليهود والنصارى علم الكتاب لكانت درجتهم أعلى من درجة آصف بن برخيا الذي أتى بعرش بلقيس من اليمن، والذي عنده علم من الكتاب!
ثانيا: كيف يجعل الله تعالى علماء اليهود والنصارى شهداء على الأمة الإسلامية بعد نبيها صلى الله عليه وآله؟! بينما لو سألتهم عن نبوة نبينا صلى الله عليه وآله، لنفوها؟!
ثالثا: لو سلمنا أن هؤلاء عندهم علم التوراة والإنجيل، فأين الذي عنده علم القرآن من أمة نبينا صلى الله عليه وآله؟!
فهل لا يوجد علم القرآن بعد النبي صلى الله عليه وآله عند أحد؟! أو يوجد عند فلان وفلان الصحابي الذي لم يكن يعرف معنى آية: (وفاكهة وأبا)؟!
رابعا: قال لهم سعيد بن جبير: إن الآية مكية، واليهودي عبد الله بن سلام أسلم في المدينة، فكيف تقصده الآية قبل إسلامه؟!
وهكذا نرى أن تنازل الجيل التالي منهم عن قراءة عمر بالكسر، لم يرفع عنهم الإشكال في تفسيرها! فقد بقي السؤال متوجها إليهم: من هو هذا الذي جعله الله شاهدا على الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله؟ وتفسيرهم لها بعبد الله بن سلام أو غيره من علماء اليهود يعقد المشكلة ولا يحلها، ولا يخلصهم من علي بن أبي طالب عليهم السلام ! فكيف يقبلون أن يكون الشهداء الربانيون على الأمة الإسلامية علماء اليهود كلهم أو بعضهم؟!!
ومن طريف ما رواه الطبري في تفسيره: 7 / 118 رواية (عن أبي صالح في قوله: ومن عنده علم الكتاب؟ قال: رجل من الإنس ولم يسمه)!!