النبوي الذي يقول إن الله قسم سورة الحمد بينه وبين عبده، فقال أبو حنيفة إن النبي صلى الله عليه وآله بدأ في الحديث من شرح آيات الحمد من آية: (الحمد لله) لامن البسملة، فهذا دليل على إعدام البسملة ونفيها من القرآن!
واستدل بأن القسمة لابد أن تكون متساوية، فتكون الحمد ست آيات، ومع البسملة تكون سبع آيات ولا تنقسم قسمين متساويين! فالبسملة ليست آية! والسبع المثاني ليست سورة الحمد!
قال السرخسي في المبسوط: 1 / 15، مدافعا عن رأي أبي حنيفة: (والمسألة في الحقيقة تنبني على أن التسمية ليست بآية من أول الفاتحة ولا من أوائل السور عندنا، وهو قول الحسن فإنه كان يعد إياك نعبد وإياك نستعين آية.....
ولنا حديث أبي هريرة عنه أن النبي (ص) قال يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله تعالى حمدني عبدي.... فالبداءة بقوله الحمد لله رب العالمين دليل على أن التسمية ليست بآية من أول الفاتحة، إذ لو كانت آية من أول الفاتحة لم تتحقق المناصفة فإنه يكون في النصف الأول أربع آيات إلا نصفا، وقد نص على المناصفة. والسلف اتفقوا على أن سورة الكوثر ثلاث آيات، وهي ثلاث آيات بدون التسمية. و لأن أدنى درجات اختلاف الأخبار والعلماء إيراث الشبهة، والقرآن لا يثبت مع الشبهة فإن طريقه طريق اليقين والإحاطة). انتهى.
وقد فات أبا حنيفة ومقلده السرخسي أنه لا يناسب إمام مذهب مثله ولا طالب علم، أن ينتقي حديثا واحدا في الموضوع ويفسره كما يظن ويبني عليه مذهبا، فلماذا أغمض عينه عن أحاديث الباب الكثيرة الصحيحة الصريحة؟!