فلا يصح نسبة الزيادة إليه، لأنه كان لا يقول بها. ولهذا نرد روايتهم عن حذيفة رحمه الله بضياع أكثر سورة براءة، وإن وثقها في مجمع الزوائد: 7 / 28، قال: (عن حذيفة قال: تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب، وما تقرؤون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات). وقال الحاكم: 2 / 330: (عن حذيفة: قال: ما تقرؤون ربعها، يعني براءة وإنكم تسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب! هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).
وقال السيوطي في الدر المنثور: 3 / 208: (وأخرج ابن أبي شيبة، والطبراني في الأوسط، وأبو الشيخ، والحاكم، وابن مردويه، عن حذيفة رضي الله عنه قال: التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب! والله ما تركت أحدا إلا نالت منه، ولا تقرؤون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها!!). انتهى.
وقد نصت رواياتهم على أن حذيفة وأبا موسى الأشعري كانا على طرفي نقيض في الزيادة المدعاة في السورة، فأبو موسى يقول إن للسلطة الحق في الاستعانة بالفجار وأن تعطيهم مناصب الدولة ومقدرات المسلمين كما فعل عمر، ويقرأ آيات مزعومة في ذلك نزلت في سورة التوبة! بينما كان حذيفة يشن حملة عليهم ويصرخ إنهم اليوم أخطر منهم في زمن النبي صلى الله عليه وآله لأنهم صاروا في السلطة، وأنهم يعلنون نفاقهم، كما ورد في البخاري!
فالزيادة المزعومة في سورة التوبة لمصلحة أبي موسى والسلطة، وحذيفة ضدها! ويظهر ذلك من قوله عن سورة التوبة إنها سورة العذاب، وما تركت أحدا زعماء قريش إلا ونالت منه! فكيف يصح أن ينسب اليه تأييد زيادة أبي موسى المزعومة فيها؟!
ولو صح عن حذيفة أنه تكلم في سورة التوبة فلا بد أنه يقصد تشديد