وفي تهذيب الكمال: 2 / 269: (عن أبي نضرة العبدي: قال رجل منا يقال له جابر أو جويبر: طلبت حاجة إلى عمر في خلافته فانتهيت إلى المدينة ليلا، فغدوت عليه وقد أعطيت فطنة ولسانا أو قال منطقا فأخذت في الدنيا فصغرتها فتركتها لا تسوى شيئا، وإلى جنبه رجل أبيض الشعر أبيض الثياب فقال لما فرغت: كل قولك كان مقاربا إلا وقوعك في الدنيا، وهل تدري ما الدنيا؟ إن الدنيا فيها بلاغنا، أو قال زادنا إلى الآخرة، وفيها أعمالنا التي نجزى بها في الآخرة، قال: فأخذ في الدنيا رجل هو أعلم بها مني. فقلت: يا أمير المؤمنين من هذا الرجل الذي إلى جنبك؟ قال: سيد المسلمين أبي بن كعب).
وقال في تحفة الأحوذي: 10 / 271: (فضل أبي بن كعب رضي الله عنه) هو أبي بن كعب الأنصاري الخزرجي كان يكتب للنبي (ص) الوحي وهو أحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله (ص) وأحد الفقهاء الذين كانوا يفتون على عهد رسول الله (ص) وكان أقرأ الصحابة لكتاب الله تعالى، كناه النبي (ص) أبا المنذر، وعمر أبا الطفيل! وسماه النبي (ص): سيد الأنصار وعمر: سيد المسلمين. مات بالمدينة سنة تسع عشرة).
وفي تاريخ البخاري: 2 / 40: (عن أبي بردة قال عمر لأبي: يا أبا الطفيل، قال أبو عبد الله: وله ابن يقال له: الطفيل). انتهى.
فإن قلت: لماذا غير عمر كنية النبي صلى الله عليه وآله له بأبي المنذر، وكناه أبا الطفيل مع أن أبا المنذر أحسن منها من عدة جهات؟
فالجواب: لعل عمر فعل ذلك لأنه رأى أبا المنذر لقبا كبيرا على أبي، أو فعله إكراما لأم الطفيل زوجة أبي بن كعب، التي كانت من حزب كعب الأحبار وعمر في التجسيم، فعنها يروون حديث رؤية النبي صلى الله عليه وآله لربه على