النبي صلى الله عليه وآله معكوسة تماما، كما نفذ وصية النبي بآله وعترته صلى الله عليه وآله!!
وقد أغفلت الصحاح الستة قصة ضرب عمر لأبي بن كعب، لكن روتها مصادر أخرى موثوقة عندهم وتفاوتت في ذكر السبب.. والذي يظهر من رواية الراغب في محاضرات الأدباء: 1 / 133 أن السبب هو خروج عدد من تلاميذ أبي ومحبيه معه من المسجد ومشيهم معه في الطريق! قال الراغب: (ونظر عمر إلى أبي بن كعب وقد تبعه قوم، فعلاه بالدرة وقال: إنها فتنة للمتبوع ومذلة للتابع).
ولكن الدارمي وعمر بن شبة صرحا بأن السبب أن أبيا خالف أمر الخليفة بعدم تحديث الناس عن النبي صلى الله عليه وآله! قال الدارمي: 1 / 132: (عن سليمان بن حنظلة قال: أتينا أبي بن كعب لنحدث إليه، فلما قام قمنا ونحن نمشي خلفه فرهقنا عمر فتبعه فضربه عمر بالدرة! قال فاتقاه بذراعيه فقال يا أمير المؤمنين ما تصنع؟!! قال: أو ما ترى؟ فتنة للمتبوع مذلة للتابع!) انتهى.
وقال ابن شبة في تاريخ المدينة: 2 / 691: (حدثني أبو عمرو الجملي، عن زاذان أن عمر خرج من المسجد فإذا جمع على رجل فسأل: ما هذا؟ قالوا: هذا أبي بن كعب كان يحدث الناس في المسجد فخرج الناس يسألونه، فأقبل عمر حردا فجعل يعلوه بالدرة خفقا، فقال: يا أمير المؤمنين أنظر ما تصنع، قال: فإني على عمد أصنع، أما تعلم أن هذا الذي تصنع فتنة للمتبوع مذلة للتابع!!) انتهى. فالسبب ليس مخالفة أبي لعمر في قراءة القرآن فقط، بل يضاف إليه مخالفته لمرسوم عمر بمنع الصحابة من مجرد التحديث عن النبي صلى الله عليه وآله! فكل صحابي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله فهو جريمة يعاقب عليها! فإن قال ذلك في المسجد النبي صلى الله عليه وآله فالجريمة مضاعفة!! وهناك سبب أكبر!!