وقال أبو بكر بن أبي داود: لم يحدث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن تابعي إلا عن عبد الرحمن بن أبزى. لكن العمدة على قول الجمهور، والله أعلم).
وقال في: 1 / 176، عن أبيه أبزى: (وقال ابن منده: لا تصح له (لأبزى) صحبة ولا رؤية. ثم أخرج حديثه عن بن السكن واستغربه! ورجح أبو نعيم هذه الرواية وقال: لا يصح لأبزى رواية ولا رؤية، واستصوب بن الأثير كلامه. قلت: وكلام ابن السكن يرد عليه، والعمدة في ذلك على البخاري فإليه المنتهى في ذلك).
وكأن البخاري عند ابن حجر هو الجمهور، لأنه يتعصب للمحبين لعمر فهو الناطق بلسان الجمهور!
أما لماذا صار عبد الرحمن عندهم خيرا من أبيه أبزى، فلأن أبزى شهد صفين مع علي عليه السلام، وبذلك استحق نزع صفة الصحابي، روى ابن خياط 148 عن أبزى أنه قال: (شهدنا مع علي ثمان مائة ممن بايع بيعة الرضوان، قتل منا ثلاثة وستون، منهم عمار بن ياسر). انتهى.
بينما ولده عبد الرحمن أحبه عمر وقربه، فصار من الصحابة! مع أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله طفلا أو غلاما صغيرا، وكان هو وأبوه أبزى غلامين لسيد واحد، يعيشان في بيت واحد!
وقال في أسد الغابة: 1 / 44: (أبزى والد عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي، ذكره محمد بن إسماعيل (أي البخاري) في الوحدان، ولم تصح له صحبة ولا رؤية.
ولابنه عبد الرحمن صحبة ورؤية)!
وقد وجدوا حلا لذلك بأن عبد الرحمن كان طفلا في فتح مكة أو في حجة الوداع ورأى النبي صلى الله عليه وآله وهو يصلي، وكأن أباه كان نائما فلم ير النبي صلى الله عليه وآله!!