أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلا أعمى، فأنزل الله تعالى على رسوله (ص) وفخذه على فخذي فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي ثم سري عنه، فأنزل الله عز وجل: (غير أولي الضرر)! (ورواه أيضا 5 / 182، وأحمد: 5 / 191، وأبو داود: 1 / 563. ومسلم: 6 / 43 بدون وصف الوحي واتكاء النبي صلى الله عليه وآله بفخذه على فخذ زيد!) ولا يمكنك فهم هذا الحديث حتى تعرف أن مروان بن الحكم الذي هو طليق مطرودا من النبي صلى الله عليه وآله كان يحاول أن يثبت لنفسه منزلة المهاجرين والمجاهدين لأنه من أولي الضرر الذين سقط عنهم الجهاد! وكان زيد بن ثابت يساعده على ذلك بالأحاديث النبوية ومنها هذا الحديث!
بينما كان أبو سعيد الخدري يخالفه ويروي عن النبي صلى الله عليه وآله أن رتبة الصحابي والمهاجر لا تثبت لمسلمة الفتح الطلقاء!
روى أحمد في مسنده: 3 / 22 و: 5 / 187: (عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله (ص) أنه قال لما نزلت هذه السورة: إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس.. قال قرأها رسول الله (ص) حتى ختمها وقال: الناس حيز وأنا وأصحابي حيز، وقال لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية.
فقال له مروان كذبت، وعنده رافع بن خديج وزيد بن ثابت وهما قاعدان معه على السرير، فقال أبو سعيد لو شاء هذان لحدثاك، ولكن هذا يخاف أن تنزعه عن عرافة قومه، وهذا يخشى أن تنزعه عن الصدقة فسكتا، فرفع مروان عليه الدرة ليضربه، فلما رأيا ذلك قالوا: صدق!). انتهى.
* *