لكن عمر واصل بعد النبي صلى الله عليه وآله نشر ثقافة اليهود التي كان معجبا بها، واستطاع مع كعب الأحبار أن يبثوا الإسرائيليات في ثقافة المسلمين!!
وقد تبع البخاري عمر فقال إن التوراة الفعلية صحيحة منزلة بألفاظها من عند الله تعالى، وأن معنى تحريف اليهود للكتاب في مثل قوله تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه)، أنهم يتأولونها، وليس معناه أنهم غيروا ألفاظها!
قال في صحيحه: 8 / 216: (باب قوله تعالى: بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ... يحرفونه: يزيلونه، وليس أحد يزيل لفظ كتاب الله من كتب الله عز وجل، ولكنهم يحرفونه يتأولونه عن غير تأويله)!!
أما ابن تيمية فقد زاد على البخاري وأخذ عقيدته بالله تعالى من التوراة وقال بصحة كل ما فيها من تجسيم وكفر، ما عدا قولهم إن عزيرا ابن الله!
فكيف تقبلون ادعاءه وقد نص القرآن وأجمعت أجيال المسلمين على أن اليهود والنصارى حرفوا توراتهم وإنجيلهم، وأنه لا يوثق بما فيهما؟!
قال الله تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين). (سورة المائدة - 13) وقال تعالى: (وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون). (سورة الأنعام: 91) وقال تعالى: (ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك