وقالت المشبهة: إنه يشبه خلقه. ووصفوه بالأعضاء، والجوارح، وأنه لم يزل آمرا وناهيا، ولا يزال قبل خلق خلقه، ولا يستفيد بذلك شيئا، ولا يفيد غيره، ولا يزال آمرا وناهيا ما بعد خراب العالم، وبعد الحشر والنشر، دائما بدوام ذاته تعالى (1).
وهذه المقالة في الأمر والنهي ودوامها مقالة الأشعرية أيضا، وقالت الأشاعرة أيضا: إنه تعالى قادر، عالم، حي، إلى غير ذلك من الصفات، بذوات قديمة، ليست هي الله تعالى، ولا غيره، ولا بعضه، ولولاها لم يكن قادرا، عالما، حيا (1) تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
* * * وقالت الإمامية: إن أنبياء الله وأئمته منزهون عن المعاصي، وعما يستخف وينفر، ودانوا بتعظيم أهل البيت الذين أمر الله تعالى بمودتهم، وجعلها أجر الرسالة، فقال: " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " (3).