ثم دار خبيبا حين بلغه أن القوم اجتمعوا لصلبه، قال:
لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا * * قبائلهم واستجمعوا كل مجمع ثم ذكر عدة أبيات.
ولكن ابن هشام قال: وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها له.
ثم ذكر خمسة أبيات لحسان بن ثابت يبكي بها خبيبا، أولها:
ما بال عينك لا ترقى مدامعها * * سحا على الصدر مثل اللؤلؤ القلق وأبياتا أخرى ستة، أولها:
يا عين جودي بدمع منك منسكب * * وابكي خبيبا مع الفتيان لم يؤب ثم قال ابن هشام: وهذه القصيدة مثل التي قبلها، وبعض أهل العلم بالشعر ينكرهما لحسان، وقد تركنا أشياء قالها حسان في أمر خبيب لما ذكرت.
قال ابن إسحاق: وكان الذين أجلبوا على خبيب في قتله حين قتل، من قريش: عكرمة بن أبي جهل، وسعيد بن أبي عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود، والاخنس بن شريق الثقفي، وعبيدة بن حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي، حليف بني أمية بن عبد شمس، وأمية ابن أبي عتبة، وبنو الحضرمي.
ثم ذكر عدة مقطوعات شعرية لحسان يبكي فيها خبيبا أو يهجو هذيلا، والمقطوعة الأخيرة، وهي خمسة أبيات، أولها:
صلى الاله على الذين تتابعوا * * يوم الرجيع، فأكرموا وأثيبوا ثم قال ابن هشام: (وأكثرا أهل العلم بالشعر ينكرها لحسان).
كان ما تقدم سردا لقضية يوم الرجيع، حسبما يريد ابن هشام أن