ميسرة أخا بني عبد الدار، أخذ الحربة، فجعلها في يدي، ثم أخذ بيدي، وبالحربة، ثم طعنه بها حتى قتله.
وكان عمر بن الخطاب قد استعمل سعيد بن عامر بن حذيم على بعض الشام، وكانت تصيبه غشية، فقيل لعمر، فسأله عن ذلك، فقال:
إنه كان فيمن حضر خبيبا حين قتل، وسمع دعوته، فكان إذا ذكروها غشي عليه.
قال ابن هشام: أقام خبيب في أيديهم حتى انقضت الأشهر الحرم، ثم قتلوه.
وروي عن ابن عباس: أن المنافقين قالوا في هذه المناسبة: يا ويح هؤلاء المفتونين الذين هلكوا، لا هم قعدوا في أهليهم، ولا هم أدوا رسالة صاحبهم.
فأنزل الله تعالى في ذلك من قول المنافقين، وما أصاب أولئك النفر من الخير بالذي أصابهم، فقال سبحانه:
* (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا) * أي لما يظهر من الاسلام بلسانه * (ويشهد الله على ما في قلبه) * وهو مخالف بما يقول بلسانه * (وهو ألد الخصام) * أي ذو جدال إذا كلمك وراجعك.
وقال ابن إسحاق: قال تعالى: * (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها، ويهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد) * أي لا يحب عمله ولا يرضاه، * (وإذا قيل له اتق الله، أخذته العزة بالاثم، فحسبه جهنم ولبئس المهاد، ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله، والله رؤوف بالعباد) *.
يعني قد شروا أنفسهم من الله بالجهاد في سبيله، والقيام بحقه، حتى هلكوا على ذلك يعني تلك السرية.