وألا يبيتوا إلا عنده، واستعمل على كل فرقة عاملا منهم، فآبوا إليه جميعا سالمين، ولم يلقوا أحدا. وجمعوا ما قدروا عليه من الأموال ورجعوا إلى المدينة.
وفي رواية أخرى: إنه لقيهم فقاتلهم، فظفر وغنم، وأنه قتل عروة بن مسعود (الصحيح: مسعود بن عروة) في هذه الغزوة على ما قاله أبو عبيدة البكري.
وأن أبا سلمة لما ورد قطن، وجدهم قد جمعوا جمعا، فأحاط بهم أبو سلمة في عماية الصبح، فوعظ القوم ورغبهم في الجهاد، وأوعز إليهم في الامعان في الطلب، وألف بين كل رجلين، فانتبه الحاضر قبل حملة القوم عليهم، فتهيأوا وأخذوا السلاح. أو أخذه بعضهم، فقتل سعد بن أبي وقاص رجلا منهم، وقتل رجل منهم مسعود بن عروة، فحازه المسلمون إليهم، حتى لا يسلب من ثيابه، ثم حمل المسلمون فانكشف المشركون، وتفرقوا في كل وجه، ثم أخذ أبو سلمة ما خف لهم من متاع القوم، ولم يكن في المحلة ذرية، ثم انصرفوا راجعين إلى المدينة، حتى إذا كانوا من الماء على مسيرة ليلة أخطأوا الطريق، فهجموا على نعم لهم، فيها رعاؤهم، فاستاقوا النعم والرعاء، فكانت غنائمهم سبعة أبعرة.
وفي رواية: أنهم لما أخطأوا الطريق. استأجروا دليلا فقال لهم: أنا أهجم بكم على نعم، فما تجعلون لي منه؟ فقالوا: الخمس، قال: فدلهم على النعم، وأخذ خمسه.
وفي نص آخر: إن أبا سلمة أعطى الدليل الطائي ما أرضاه، وعزل للنبي (صلى الله عليه وآله) عبدا، (صفي المغنم)، ثم خمسها، وقسم الباقي على السرية، فبلغ سهم كل واحد سبعة أبعرة، وأغناما. وكانت مدة غيبتهم عشرة أيام وقيل: أكثر من ذلك (1).