ضوي إليه).
فمشى معه، وحدثه، بما هو قريب مما تقدم، وفيه أنه استحلى حديث ابن أنيس. حتى انتهى إلى خبائه، وتفرق عنه أصحابه، حتى إذا هدأ الناس وناموا، اغتررته فقتلته، وأخذت رأسه، ثم دخلت غارا في جبل، وضربت العنكبوت علي الخ.
ثم صار يسير بالليل ويكمن بالنهار حتى قدم بالرأس على النبي، فوضعه بين يديه، وكانت مدة غيبته ثمانية عشر يوما.
ويذكر أيضا: أن النبي (صلى الله عليه وآله) أعطاه بهذه المناسبة عصا ليختصر بها في الجنة، فأوصى أهله، حتى لفوها في كفنه - أو بين جلده وكفنه - ودفنوها معه.
كما أنه هو نفسه قد ذكر: أنه حينما رأى خالدا، وكان قد دخل وقت صلاة العصر، خشي أن يكون له معه ما يشغله عن الصلاة، فصلى وهو يمشي نحوه، ويومي برأسه.
أما بالنسبة لتاريخ هذه القصة فقد ذكرها المؤرخون في السنة الرابعة يوم الاثنين لخمس خلون من المحرم، على رأس خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة، ورجع يوم السبت لسبع بقين من المحرم. وعند الواقدي: في المحرم على رأس أربعة وخمسين شهرا. وعند البلاذري: سنة ست، وفي الوفاء: في الخامسة، بعد غزوة بني قريظة وذكره المسعودي في التنبيه والاشراف بلفظ: قيل.
وبعض أهل السير أوردها بعد سرية عاصم بن ثابت، وقال: إنه يعني سفيان بن خالد كان سببا لقصة الرجيع التي قتل فيها عاصم وأصحابه. فتكون قصة قتل سفيان بعد سرية الرجيع (1).