جيوشي، ويؤيدوني في حروبي. ولما صار إليه العلوية الذي كانوا بالبصرة انتسب هو حينئذ إلى يحيى بن زيد، وهو كاذب في ذلك بالاجماع، لان يحيى بن زيد لم يعقب إلا بنتا ماتت وهي ترضع، فقبح الله هذا اللعين ما أكذبه وأفجره وأغدره.
وفيها في مستهل ذي القعدة وجه الخليفة جيشا كثيفا مع الأمير محمد - المعروف بالمولد - لقتال صاحب الزنج، فقبض في طريقه على سعد بن أحمد الباهلي الذي كان قد تغلب على أرض البطائح وأخاف السبيل. وفيها خالف محمد بن واصل الخليفة بأرض فارس وتغلب عليها. وفيها وثب رجل من الروم يقال له بسيل الصقلبي على ملك الروم ميخائيل بن توفيل فقتله واستحوذ على مملكة الروم، وقد كان لميخائيل في الملك على الروم أربع وعشرون سنة. وحج بالناس فيها الفضل بن إسحاق العباسي. وفيها توفي من الأعيان:
الحسن بن عرفة بن يزيد صاحب الجزء المشهور المروي، وقد جاوز المائة بعشر سنين، وقيل بسبع، وكان له عشرة من الولد سماهم بأسماء العشرة. وقد وثقه يحيى بن معين وغيره، وكان يتردد إلى الإمام أحمد بن حنبل.
ولد في سنة خمسين ومائة، وتوفي في هذه السنة عن مائة وسبع سنين.
وأبو سعيد الأشج (1). وزيد بن أخزم الطائي (2). والرياشي (3) ذبحهما الزنج في جملة من ذبحوا من أهل البصرة. وعلي بن خشرم، أحد مشايخ مسلم الذي يكثر عنهم الرواية. والعباس بن الفرج أبو الفضل الرياشي النحوي اللغوي، كان عالما بأيام العرب والسير وكان كثير الاطلاع ثقة عالما، روى عن الأصمعي وأبي عبيدة وغيرهما، وعنه إبراهيم الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا وغيرهما. قتل بالبصرة في هذه السنة، قتله الزنج. ذكره ابن خلكان في الوفيات وحكى عنه الأصمعي أنه قال: مر بنا أعرابي ينشد ابنه فقلنا له صفه لنا. فقال: كأنه دنينير. فقلنا: لم نره، فلم نلبث أن جاء يحمله على عنقه أسيود كأنه سفل قدر. فقلت: لو سألتنا عن هذا لأرشدناك، إنه منذ اليوم يلعب ههنا مع لغلمان. ثم أنشد الأصمعي:
.