أولئك فاستوثقوا واستقيموا فوالله لأذيقنكم الهوان حتى تدروا ولا عصبنكم عصب السلمة حتى تنقادوا أقسم بالله لتقبلن على الانصاف ولتدعن الارجاف وكان وكان وأخبرني فلان عن فلان والهبر وما الهبر أو لأذهبرنكم بالسيف هبرا يدع النساء أيامى والولدان يتامى وحتى تمشوا السمهى وتقلعوا عن هاوها إياي وهذه الزرافات لا يركبن الرجل منكم إلا وحده ألا إنه لو ساغ لأهل المعصية معصيتهم ما جبي فئ ولا قوتل عدو ولعطلت الثغور ولولا أنهم يغزون كرها ما غزوا طوعا وقد بلغني رفضكم المهلب وإقبالكم على مصركم عصاة مخالفين وإني أقسم لكم بالله لا أجد أحدا بعد ثالثة إلا ضربت عنقه ثم دعا العرفاء فقال ألحقوا الناس بالمهلب وأتوني بالبراءات بموافاتهم ولا تغلقن أبواب الجسر ليلا ولا نهارا حتى تنقضي هذه المدة (تفسير الخطبة) قوله أنا ابن جلا فابن جلا الصبح لأنه يجلو الظلمة والثنايا ما صغر من الجبال ونتا وأينع الثمر بلغ إدراكه وقوله فاشتدي زيم فهي اسم للحرب والحطم الذي يحطم كل شئ يمر به والوضم ما وقى به اللحم من الأرض والعصلبي الشديد والدوية الأرض الفضاء التي يسمع فيها دوى أخفاف الإبل وإلا علاط الإبل التي لا أرسان عليها أنشد أبو زيد الأصمعي وأعرورت العلط العرضي تركضه * أم الفوارس بالديداء والربعه والشنان جمع شنة القربة البالية اليابسة قال الشاعر كأنك من جمال بنى أقيش * يقعقع خلف رجليه بشن وقوله فعجم عيدانها أي غضها والعجم بفتح الفاء حب الزبيب قال الأعشى وملفوظها كلقيط العجم وقوله أمرها عودا أي أصلبها يقال حبل ممر إذا كان شديد الفتل وقوله لأعصبنكم عصب السلمة فالعصب القطع والسلمة شجرة من العضاه وقوله لا أخلق إلا فريت فالخلق التقدير قال الله تعالى (من نطفة مخلقة وغير مخلقة) أي مقدرة وغير مقدرة يعنى ما يتم وما يكون سقطا قال الكميت يصف قربة لم تجشم الخالقات فريتها * ولم يفض من نطاقها السرب
(٤٢)