منهم تسعة فأعطاهم الجنيد أسلابهم وقال ابن السجف في يوم الشعب ويعنى هشاما أذكر يتامى بأرض الترك ضائعة * هزلى كأنهم في الحائط الحجل وارحم وإلا فهبها أمة دمرت * لا أنفس بقيت فيها ولا ثقل لا تأملن بقاء الدهر بعدهم * والمرء ما عاش ممدود له الأمل لاقوا كتائب من خاقان معلمة * عنهم يضيق فضاء السهل والجبل لما رأوهم قليلا لا صريخ لهم * مدوا بأيديهم لله وابتهلوا وبايعوا رب موسى بيعة صدقت * ما في قلوبهم شك ولا دغل قال فأقام الجنيد بسمرقند ذلك العام وانصرف خاقان إلى بخارى وعليها قطن بن قتيبة فخاف الناس الترك على قطن فشاورهم الجنيد فقال قوم الزم سمرقند واكتب إلى أمير المؤمنين يمدك بالجنود وقال قوم تسير فتأتى ربنجن ثم تسير منها إلى كس ثم تسير منها إلى نسف فتتصل منها إلى أرض زم وتقطع النهر وتنزل آمل فتأخذ عليه بالطريق فبعث إلى عبد الله بن أبي عبد الله فقال قد اختلف الناس على وأخبره بما قالوا فما الرأي فاشترط عليه ألا يخالفه فيما يشير به عليه من ارتحال أو نزول أو قتال قال نعم قال فإني أطلب إليك خصالا قال وما هي قال تخندق حيثما نزلت ولا يفوتنك حمل الماء ولو كنت على شاطئ نهر وأن تطيعني في نزولك وارتحالك فأعطاه ما أراد قال أماما أشاروا به عليك في مقامك بسمرقند حتى يأتيك الغياث فالغياث يبطئ عنك وإن سرت فأخذت بالناس غير الطريق فتت في أعضادهم فانكسروا عن عدوهم فاجترأ عليك خاقان وهو اليوم قد استفتح بخارى فلم يفتحوا له فإن أخذت بهم غير الطريق تفرق الناس عنك مبادرين إلى منازلهم ويبلغ أهل بخارى فيستسلموا لعدوهم وإن أخذت الطريق الأعظم هابك العدو والرأي لك أن تعمد إلى عيالات من شهد الشعب من أصحاب سورة فتقسمهم على عشائرهم وتحملهم معك فإني أرجو بذلك أن ينصركم الله على عدوك وتعطى كل رجل تخلف بسمرقند ألف درهم وفرسا قال فأخذ برأيه فخلف في سمرقند عثمان بن عبد الله ابن الشخير في ثمانمائة أربعمائة فارس وأربعمائة راجل وأعطاهم سلاحا فشتم
(٤١٩)