حتى إذا اجتمع إليه الناس قام فكشف عن وجهه وقال أنا ابن جلا وطلاع الثنايا * متى أضع العمامة تعرفوني أما والله إني لأحمل الشر محمله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله وإني لارى رؤسا قد أينعت وحان قطافها وإني لأنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى قد شمرت عن ساقها تشميرا هذا أوان الشد فاشتدي ريم * قد لفها الليل بسواق حطم ليس براعي إبل ولا غنم * ولا بجزار على ظهر وضم قد لفها الليل بعصلبى * أورع خراج من الدوى مهاجر ليس بأعرابي ليس أوان يكره الخلاط * جاءت به والقلص الأعلاط تهوى هوى سابق الغطاط وإني والله يا أهل العراق ما أغمز كتغماز التين ولا يقعقع لي بالشنان ولقد فررت عن ذكاء وجريت إلى الغاية القصوى إن أمير المؤمنين عبد الملك نثر كنانته ثم عجم عيدانها فوجدني أمرها عودا وأصلبها مكسرا فوجهني إليكم فإنكم طالما أوضعتم في الفتن وسننتم سنن الغى أما والله لألحونكم لحو العود ولا عصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل إني والله لا أعد إلا وفيت ولا أخلق إلا فريت فإياي وهذه الجماعات وقيلا وقالا وما يقول فيم أنتم وذاك والله لتستقيمن على سبل الحق أو لأدعن لكل رجل منكم شغلا في جسده من وجدت بعد ثالثة من بعث المهلب سفكت دمه وأنهبت ماله ثم دخل منزله ولم يزد على ذلك قال ويقال إنه لما طال سكوته تناول محمد بن عمير حصى فأراد أن يحصبه بها وقال قاتله الله ما أعياه وأدمه والله إني لا حسب خبره كروائه فلما تكلم الحجاج جعل الحصى ينتثر من يده ولا يعقل به وأن الحجاج قال في خطبته شاهت الوجوه إن الله ضرب مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون وأنتم أولئك وأشباه
(٤١)