مكروها بلغوني مأمني قلت لا خير لك في الخروج إن الله يدفع عنا وعنك قال فأدخلته بيتي وبلغ عثمان بن حيان فبعث أحراسا فأخرجته إلى بيت أخي فما قدروا على شئ وكان الذي سعى بي عدوا فقلت للأمير أصلح الله الأمير يؤتى بالباطل فلا تعاقب عليه قال فضرب الذي سعى بي عشرين سوطا وأخرجنا العراقي فكان يصلى معنا ما يغيب يوما واحدا وحدب عليه أهل دارنا فقالوا نموت دونك فما برح حتى عزل الخبيث * قال محمد بن عمر وحدثنا عبد الحكم بن عبد الله بن أبي فروة قال إنما بعث الوليد عثمان بن حيان إلى المدينة لاخراج من بها من العراقيين وتفريق أهل الأهواء ومن ظهر عليهم أو علا بأمرهم فلم يبعثه واليا فكان لا يصعد المنبر ولا يخطب عليه فلما فعل في أهل العراق ما فعل وفى منحور وغيره أثبته على المدينة فكان يصعد على المنبر (وفى هذه السنة) قتل الحجاج سعيد بن جبير ذكر الخبر عن مقتله وكان سبب قتل الحجاج إياه خروجه عليه مع من خرج عليه مع عبد الرحمن ابن محمد بن الأشعث وكان الحجاج جعله على عطاء الجند حين وجه عبد الرحمن إلى رتبيل لقتاله فلما خلع عبد الرحمن الحجاج كان سعيد فيمن خلعه معه فلما هزم عبد الرحمن وهرب إلى بلاد رتبيل هرب سعيد * فحدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو بكر بن عياش قال كتب الحجاج إلى فلان وكان على أصبهان وكان سعيد قال الطبري أظنن لما هرب من الحجاج ذهب إلى أصبهان فكتب إليه أن سعيدا عندك فخذه فجاء الامر إلى رجل تحرج فأرسل إلى سعيد تحول عنى فتنحى عنه فأتى آذربيجان فلم يزل بآذربيجان فطال عليه السنون واعتمر فخرج إلى مكة فأقام بها فكان أناس من ضربه يستخفون فلا يخبرون بأسمائهم قال فقال أبو حصين وهو بحدثنا هذا فبلغنا أن فلانا قد أمر على مكة فقلت له يا سعيد إن هذا الرجل لا يؤمن وهو رجل سوء وأنا أتقيه عليك فأظعن وأشخص فقال يا أبا حصين قد والله فررت حتى استحييت من الله سيجيئني ما كتب الله لي قلت أظنك والله
(٢٦٠)