سعيدا كما سمتك أمك قال فقدم ذلك الرجل إلى مكة فأرسل فأخذ فلان له وكلمه فجعل يدبره وذكر أبو عاصم عن عمر بن قيس قال كتب الحجاج إلى الوليد إن أهل النفاق والشقاق قد لجؤا إلى مكة فإن رأى أمير المؤمنين ان يأذن لي فيهم فكتب الوليد إلى خالد بن عبد الله القسري فأخذ عطاء وسعيد بن جبير ومجاهد وطلق بن حبيب وعمرو بن دينار فأما عمرو بن دينار وعطاء فأرسلا لأنهما مكيان وأما الآخرون فبعث بهم إلى الحجاج فمات طلق في الطريق وحبس مجاهد حتى مات الحجاج وقتل سعيد بن جبير * حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا الأشجعي قال لما أقبل الحرسيان بسعيد بن جبير نزل منزلا قريبا من الربذة فانطلق أحد الحرسيين في حاجته وبقى الآخر فاستيقظ الذي عنده وقد رأى رؤيا فقال يا سعيد إني أبرأ إلى الله من دمك إني رأيت في منامي فقيل ويلك تبرأ من دم سعيد بن جبير اذهب حيث شئت لا أطلبك أبدا فقال سعيد أرجو العافية وأرجو وأبى حتى جاء ذاك فنزلا من الغد فأرى مثلها فقيل أبرأ من دم سعيد فقال يا سعيد اذهب حيث شئت إني أبرأ إلى الله من دمك حتى جاء به فلما جاء به إلى داره التي كان فيها سعيد وهى دارهم هذه * حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا يزيد بن أبي زياد مولى بني هاشم قال دخلت عليه في دار سعيد هذه جئ به مقيدا فدخل عليه قراء أهل الكوفة قلت يا أبا عبد الله فحدثكم قال أي والله ويضحك وهو يحدثنا وبنية له في حجره فنظرت نظرة فأبصرت القيد فبكت فسمعته يقول أي بنية لا تطيري إياك وشق والله عليه فاتبعناه نشيعه فانتهينا به إلى الجسر فقال الحرسيان لا نعبر به أبدا حتى يعطينا كفيلا نخاف أن يغرق نفسه قال قلنا سعيد يغرق نفسه فما عبروا حتى كفلنا به * قال وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت الفضل بن سويد قال بعثني الحجاج في حاجة فجئ بسعيد بن جبير فرجعت فقلت لأنظرن ما يصنع فقمت على رأس الحجاج فقال له الحجاج يا سعيد ألم أشركك في أمانتي ألم أستعملك ألم أفعل حتى ظننت أنه يخلى سبيله قال بلى قال فما حملك على خروجك على قال عزم على قال فطار غضبا وقال هيه رأيت
(٢٦١)