لعزمة عدو الرحمن عليك حقا ولم تر لله ولا لأمير المؤمنين ولا لي عليك حقا اضربا عنقه فضربت عنقه فندر رأسه عليه كمة بيضاء لاطية صغيرة * وحدثت عن أبي غسان مالك بن إسماعيل قال سمعت خلف بن خليفة يذكر عن رجل قال لما قتل سعيد بن جبير فندر رأسه هلل ثلاثا مرة يفصح بها وفي الثنتين يقول مثل ذلك فلا يفصح بها * وذكر أبو بكرة الباهلي قال سمعت أنس بن أبي شيخ يقول لما أتى الحجاج بسعيد بن جبير قال لعن الله ابن النصرانية قال يعنى خالد القسري وهو الذي أرسل به من مكة أما كنت أعرف مكانه بلى والله والبيت الذي هو فيه بمكة ثم أقبل عليه فقال يا سعيد ما أخرجك على فقال أصلح الله الأمير إنما أنا امرؤ من المسلمين يخطئ مرة ويصيب مرة قال فطابت نفس الحجاج وتطلق وجهه ورجا أن يتخلص من أمره قال فعاوده في شئ فقال له إنما كانت له بيعة في عنقي قال فغضب وانتفخ حتى سقط أحد طرفي ردائه عن منكبه فقال يا سعيد ألم أقدم مكة فقتلت ابن الزبير ثم أخذت بيعة أهلها وأخذت بيعتك لأمير المؤمنين عبد الملك قال بلى قال ثم قدمت الكوفة واليا على العراق فجددت لأمير المؤمنين البيعة فأخذت بيعتك له ثانية قال بلى قال فتنكث بيعتين لأمير المؤمنين وتفي بواحدة للحائك ابن الحائك اضربا عنقه قال فإياه عنى جرير بقوله يا رب ناكث بيعتين تركته * وخضاب لحيته دم الأوداج وذكر عتاب بن بشر عن سالم الأفطس قال أتى الحجاج بسعيد بن جبير وهو يريد الركوب وقد وضع إحدى رجليه في الغرز أو الركاب فقال والله لا أركب حتى تبوء مقعدك من النار اضربوا عنقه فضربت فالتبس عقله مكانه فجعل يقول قيودنا قيودنا فظنوا أنه قال القيود التي على سعيد بن جبير فقطعوا رجليه من أنصاف ساقيه وأخذوا القيود * قال محمد بن حاتم حدثنا عبد الملك بن عبد الله عن هلال بن جناب قال جئ بسعيد بن جبير إلى الحجاج فقال أكتبت إلى مصعب ابن الزبير قال بل كتب إلى مصعب قال والله لأقتلنك قال إني إذا لسعيد كما سمتني أمي قال فقتله فلم يلبث بعده إلا نحوا من أربعين يوما فكان إذا نام يراه في منامه
(٢٦٢)